الحلقة الثامنة عشر من المسحراتي “المتحف الإسلامي”
كتب : أحمد عثمان عوض
المتحف الاسلامي
يُعد “متحف الفن الإسلامي” أكبر متحف إسلامي فني في العالم؛ ويوجد بمنطقة باب الخلق بقلب القاهرة التاريخية، ويصنف من المتاحف الكبرى ..
يضم المتحف حوالي 100 ألف تحفة أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورًا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
وقد تميزت هذه التحف بالشمولية لفروع الفن الإسلامي علي امتداد العصور، مما يجعله منارة للفنون والحضارة الإسلامية علي مر العصور.
وقد بدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في عصر الخديوي “إسماعيل” وبالتحديد في سنة 1869م , وتم تنفيذ ذلك في عصر الخديوي “توفيق” سنة 1881م عندما قام “فرانتز باشا” بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي وتم بناء مبنى صغير في صحن جامع الحاكم أطلق عليه اسم “المتحف العربي” تحت إدارة فرانتزباشا .
وتم افتتاح المبنى الحالي في عهد الخديوي “عباس حلمي الثاني” في 28 ديسمبر سنة 1903، وكان عدد التحف سنة 1881 مائة وأحد عشر تحفة وظل يتزايد حتى وصل الآن قرابة مائة ألف تحفة, وذلك عن طريق الجمع من المنشآت الأثرية, وكذلك الحفائر, والشراء والإهداءات، وتم تغيير اسم الدار سنة 1951م إلي “متحف الفن الإسلامي” وكانت معروضاته موزعة في ذلك الوقت بثلاثة وعشرين قاعة مقسمة حسب العصور والمواد .
مر المتحف بمرحلة هامة بين عامي 1983- 1984م, وتم توسيع مساحة المتحف وزيادة عدد القاعات حتى صارت خمسة وعشرين قاعة. ثم مساحة كانت تشغلها محطة الوقود علي يمين المتحف, والتي تم استغلالها في إنشاء حديقة متحفية وكافتيريا.
وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2003م بدأت عمليات التطوير الشامل بالمتحف، حيث تم تغيير نظام العرض المتحفي بصفة عامة، كما تم بناء مبني إداري من ثلاثة طوابق يشتمل علي مكاتب إدارية ومكتبة وقسم للترميم وقاعة محاضرات. وتم افتتاح المتحف في أكتوبر 2010 واستقبل بعد ذلك زيارات من كافة الأطياف.
تعرض المتحف في 24 يناير عام 2014م لدمار كبير؛ نتيجة للتفجير الذي استهدف مديرية أمن القاهرة التي تقع بالجهة المقابلة للمتحف، وبعد أعمال تطوير عديدة تم إعادة افتتاحه في يناير 2017 حيث تم تحديث العرض المتحفي، ووسائل الجذب المرتبطة به مع إضافة عدد من القاعات مثل قاعة للعملة والسلاح, وقاعة أخرى للحياة اليومية, بالإضافة إلى قاعة لعصر محمد علي, هذا إلى جانب تغيير شكل القاعة الرئيسية بمدخل المتحف لتعبر عن رؤية ورسالة المتحف في التركيز على أسس الحضارة الإسلامية, وما قدمته من إسهامات للبشرية في مجالات مختلفة.