مقالات

اغنوهم عن السؤال…

بقلم : حاتم الخصوصي

لا شك أن قرارات الاصلاح الاقتصادي وما ترتب عليها من  تبعات أدت الى ارتفاع جنوني في أسعار السلع اليومية أطاحت بالطبقة الوسطي التي كانت تعيش  دون الحاجة الي أحد وأصبحت الآن ضمن من يعيشون في قاع المجتمع ويعانون ضيق العيش وصعوبة الحياه.

فإذا كانت هذه القرارات قد أتت بانعكاس سلبي ومعاناة علي الطبقة الوسطي فما بالكم بالفقراء واليتامي والمساكين والمحتاجين الذين يعانون في كل زمان ومكان ضيق العيش ومذلة السؤال قبل ارتفاع الاسعار وقبل قرارات الاصلاح الاقتصادي.

حتما الحياه أصبحت قاسية عليهم وازدادت أعدادهم بشكل كبير وهناك الكثير منا من لم يشعر بجاره المريض الذي يحتاج الي ثمن العلاج ولم يجده وكثيرا منا من لم يشعر بالفقير أو اليتيم أو المحتاج الذي لايجد قوت يومه ولا يجد حتي كساءا يقيه برد الشتاء فهناك قسوة في القلوب التي لا تشعر بهؤلاء الضعفاء الذين حرموا أبسط نعم الحياة رغم أن ذلك لحكمة يعلمها الله إلا أن الأغنياء  الذين يعيشون في رغد من الحياه سوف يحاسبهم الله علي تقصيرهم في حق هؤلاء الناس من الغلابة والمحتاجين .

فالأن زادات أعداد الفقراء وأصحاب السؤال وامتلأت الجمعيات الخيرية بهم . واذا نظرت الي بعضا من هذه الأسماء يخيل اليك أنهم ليسوا محتاجين لكنهم تعففوا عن السؤال وهذا ما قال فيهم المولي عز وجل ” تحسبونهم أغنياء من التعفف لا يسألون الناس الحافا ” صدق الله العظيم.

وأذا نظرت أيضا الي البذخ وعما يفعله الناس في كثير من أمورهم اليومية تجد العجب العجاب فعلي سبيل المثال تجد انسان ينفق مئات الألاف من الجنيهات علي فرح ابنه أو ابنته في ليلة واحدة في الوقت الذي يبيت جاره جوعان دون عشاء ومريض دون علاج وهو لا يشعر به والعجيب أنه أذا طلب منه المساعدة فيمتنع بحجج واهية وأذا أخرج المساعدة حياءا وخجلا من الناس تجد أنها بخس ولا تليق مقارنة بما أنفقه في ليلة واحدة علي من لا يستحقون. 

فأذا أخرج كل واحد منا زكاة ماله وتحركت مشاعره نحو الغلابة من جيرانه وأقاربه وأغناهم عن السؤال فحتما تكون هذه تجارة رابحة مع الله والجزاء أفضل بدلا من انفقاء الأموال علي البشر رياءا وتفاخرا من أجل أن تقول الناس أن فلانا فعل كذا وكذا وفي النهاية لا يرضون عنك. 

ومن هذا المنطلق أناشد أصحاب القلوب الرحيمة وأصحاب العقول التي تدرك أن الحياة قصيرة وأن الحساب أت لا محالة أن تنظر الي الغلابة والفقراء والمساكين واليتامي وكل المحتاجين من الناس وأن يمدوا اليهم يد العون ويغنوهم عن مذلة الحاجة والسؤال. 

فالأمر بسيط والعاقل منا من يدرك أن الحياة لا تدوم علي حال.  فأبسط الأمثلة في حياتنا اليومية أنك تري كثير منا يدمر صحته بشرب السجائر وينفق عليها ألاف الجنيهات شهريا فيمكن للعاقل أن يترشد في هذا البلاء ويستقطع مبلغا بسيطا منها للفقراء والمحتاجين وأجره علي الله.

والله ما دفعني الي كتابة هذا الموضوع إلا بعد أن اصطحبني أحد الأصدقاء لزيارة الجمعيات الخيرية ورأيت ما فيها من أهوال وأفراد تحت طبقة الفقر كثير منا ينخدع في ظاهرهم ويحسبهم علي الأغنياء وأصبحت أتردد علي هذه الجمعيات أسبوعيا حتي أيقنت وتدبرت حديث المصطفي صلي الله عليه وسلم حين قال ” من بات أمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ” حقا صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. فالحلول كثيرة وممكنة اذا ما تمادت القلوب في غيها وأقلعت عن قسوتها وشعرت بالغلابة وأغنتهم عن السؤال.

فيمكن للشباب تبني  فكرة عمل اتحاد أهلي يجمع كل المعلومات والأسماء المسجلة بكل الجمعيات الخيرية وحصرها في بيان معلوماتي واحد يجمع كل هؤلاء حتي لا يتكرر أي اسم في أكثر من مكان وبالتالي يتم تصنيفهم من حيث الحاجة أو المرض الخ… وبالتالي يسهل مساعدتهم .

كما يمكن للدكتور ممدوح غراب محافظ الإقليم تبني هذه الفكرة وأن يكلف الأغنياء ورجال الأعمال في كل مركز  بسد حاجة هؤلاء الفقراء والمحتاجين من خلال تكليفهم بدفع هذه المبالغ وتوفير العلاج والأجهزة  اللازمة للمستشفيات كما يمكن أيضا أن يكون القرار أكبر من المحافظ وأقوى أذا ما صدر من رئيس الجمهورية لكل رجال الأعمال في كل مركز من مراكز المحافظات علي مستوي الجمهورية .بالإضافة إلي أصحاب القلوب الرحيمة والله وقتها لا نرى فقيرا أو محتاجا يمد يده للناس. فهذا حديث من القلب عسي أن يجد صدي لدي المسئولين والقائمين علي أمور الناس في هذا الوطن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights