مقالات

الشغف واللهفة – أقصوصات العشاق .. للروائية : منال جلال

على مقاعد الانتظار جلس الشغف واللهفة يتبادلان حديثًا عنك..

قال الشغف: لم أبذل كثير جهد كي يصير القلب مشغوفًا به، كانت سمات الرجولة البادية في ملامحه وتصرفاته كافية لتلفت القلب إليه فيخفق له ويتعلق به ويستمر بذات الحماس والفرح كلما التقاه، والحرص والاهتمام بأن يلتقيه إذا غاب.

فقالت اللهفة: أما أنا فلا أدري أأرهقت القلب أم هو الذي أرهقني حيث يستعر الشوق في غيابه، وأجعل دقاته تتقافز بجنون حال حضوره، وكنت أسمع تحذيرات المقربات منها:” لا تظهري لهفتك عليه لئلا يهملك، الرجال لا يكترثون للمرأة التى تظهر الحب وإنما يلهثون وراء تلك التى لا تلتفت لوجودهم ولا تكترث لإعجابهم، أو على الأقل تتظاهر بذلك.”، ولكني كنت أفسد تحذيراتهم متى ما رأى القلب ابتسامته له من بعيد فأحثه على أن يأمر القدم فتهرع إليه واليد لتبادر بالمصافحة حريصة أن تظل مستكينة في حضن كفه أطول ما تستطيع، أما الوجه فقد كان يضيء تلقائيًا وتنفرج الابتسامة وسيعة على الشفاه..

كل ذلك يجعلني أتقلب بين الخوف والشعور بالذنب، كما الآن، حال غيابه، وأتذكر كلماتهن” إذا أردت الاحتفاظ به لا تظهري لهفتك عليه”. فأكون السبب في فقدانه وتعاسة القلب.

ابتسم الشغف وقال: هدئي من روعك وتخففي من لوعتك.. إنه رجل حقيقي لا يبادل نفورًا باهتمام، ولا جمودًا بشغف؛ بل هو يعطي ويعطي بسخاء ويجازي الحب بالحب .. ثم ضحك وأشار : ها هو دليل صدق كلامي .. إنه قادم إلينا يحمل هو أيضًا شغفه ولهفته!

 

ان كان قال فقد صدق .. للروائية : منال جلال

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights