دنيا ودين

حكم صلاة المسافر في المواصلات

أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال: “ما كيفية صلاة المسافر في المواصلات؟قائله :إن الفقهاء أجمعوا على أنه يجوز للمسافر أن يصلي صلاة النافلة في المواصلات حيثما توجهت به؛ والدليل على ذلك قول الله – تعالى-: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾ [سورة البقرة: الآية 115].

 

وأشارت “الإفتاء” في إجابتها ، إلى قول ابن عمر – رضي الله تعالى عنهما-: “نَزَلَت في التطوع خاصةً”.

 

وأوضحت دار الإفتاء أن الجمهور عمموا ذلك في كل سفر، خلافًا للإمام مالك الذي اشترط كون السفر مما تُقصَر فيه الصلاة.

 

وتابعت: أما الصلاة المكتوبة فلا يجوز أن تُصَلَّى في المواصلات من غير عذر بالإجماع.

وذكرت قول العلامة ابن بطال في “شرح البخاري” (3/ 90، ط. مكتبة الرشد): [أجمع العلماء أنه لا يجوز أن يصلي أحد فريضةً على الدابة من غير عذر] ؛ فإن استطاع المكلَّف أداء الفريضة في المواصلات مستوفيةً لأركانها وشروطها -ولو بلا عذر- صحت صلاته عند الشافعية والحنابلة وعند المالكية في المعتمد عندهم.

 

ونبهت دار الإفتاء أن الفقهاء عددوا الأعذار التي تبيح الصلاة المفروضة على الراحلة؛ فمما ذكروه: الخوف على النفس أو المال من عدو أو سبع، أو خوف الانقطاع عن الرفقة، أو التأذي بالمطر والوحل، غير أن الشافعية أوجبوا عليه الإعادة؛ لأن هذا عذر نادر.

 

وتابعت: وفي معنى ذلك: عدمُ القدرة على النزول من وسيلة المواصلات للصلاة المكتوبة مع فوات وقتها إذا لم يُصلِّها المكلَّفُ فيها.

 

ونوهت أنه على ذلك فالمسافر في وسائل المواصلات -من سيارة وطائرة وقطار وغيرها- بين حالين: الأولى: إما أن يكون متاحًا له في وسيلة المواصلات التي يسافر بها أن يصلي فيها قائمًا متجهًا إلى القبلة مستكملًا أركانَ الصلاة وشروطَها، فالصلاة حينئذ صحيحة عند الجمهور بشرط أن تكون وسيلة السفر واقفة، وهي جائزة عند الحنابلة (الصلاة) مع كونها سائرة أيضًا، ولا مانع من الأخذ بقولهم عند الحاجة إليه إذا لم يمكن إيقاف وسيلة السفر.

 

وأردف: والثانية: أن يكون ذلك غير متاح، كأن لا يكون فيها مكان للصلاة مستوفيةً لأركانها ولا حيلة للمكلَّف إلا أن يصلي قاعدًا على كرسيه مثلًا، وإذا انتظر حتى ينزل من وسيلة السفر فإن وقت الصلاة سينقضي أو سيفوته الركب، فإذا كانت الصلاة المكتوبة مما يُجمَع مع ما قبلها أو مع ما بعدها فالأفضل له أن ينويَ الجمع -تقديمًا أو تأخيرًا- ويصليها مع أختها المجموعة معها عند وصوله؛ عملًا بقول من أجاز ذلك من العلماء، أما إن كانت الصلاة مما لا يُجمَع مع غيرها، أو كان وقت السفر يستغرق وقتي الصلاتين كليهما، فحينئذٍ يتحقق في شأنه العذر في الصلاة في وسيلة المواصلات على هيئته التي هو عليها، ولا حرج عليه في ذلك، ويُستَحَب له قضاء هذه الصلاة بعد ذلك؛ خروجًا من خلاف الشافعية في ذلك.

 

الصلاة في المواصلات..أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، كيفية أداء الصلاة في المواصلات لمن تعذر عليه صلاتها في المنزل بسبب عمله طوال النهار في الخارج.

 

وقال “شلبي” في إجابته عن سؤال: “أعمل سائقا ولا أعود للبيت إلا ليلًا؛ فكيف يمكنني أداء الصلاة وأنا بالخارج، وهل يصح أدائها في السيارة وما الكيفية؟” أن يجوز لك في هذه الحالة أمرين، الأول:  إذا كان سيفوتك صلاة العصر بسبب أنه فى الطريق فعليك أن تركن سيارتك وتصلى الظهر والعصر جمع تقديم بدون قصر 4 ركعات للظهر و4 ركعات للعصر، أما الراكب يصلي كما هو، وقال بعض العلماء بإنه يعيد الصلاة بعد رجوعه المنزل، وقال آخرون لا يشترط.

 

وأضاف أمين الفتوى: وإذا كنت ستعود للمنزل فى وقت متأخر وتخشى فوات المغرب ففى هذه الحالة تجمع المغرب مع العشاء جمع تأخير دون قصر مع مراعاة الترتيب واستقبال القبلة قدر الإمكان.

 

وتابع: الأفضل لك هو محاولة أداء الصلاة على وقتها؛ فإذا أتي عليك صلاة الظهر والعصر وانت بالخارج؛ فحاول أن تحتفظ معك بسجادة صغيرة للصلاة، وعندما يحين وقت الصلاة؛ تؤديها على وقتها لتنال الثواب والأجر العظيم.

 

وواصل: وإذا شق عليك هذا كله؛ فقد أجاز بعض العلماء أن تجمع هذه الصلوات عندما ترجع إلى منزلك وتؤديها بالترتيب؛ فتصلي الظهر ثم العصر ثم المغرب والعشاء.

 

كيفية الصلاة في المواصلات العامة وشروطها

في سياق متصل، نبه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه تصح الصلاة بالموصلات العامة أو السيارة إذا خرج الوقت ولم يجد الانسان حلًا لمحافظة على أداء الصلوات غير ذلك.

 

وبين «عويضة» فى إجابته عن سؤال: «هل تجوز الصلاة بالموصلات العامة؟»، أنه إذا كانت الصلاة الحالية للمصلى مما يجمع كصلاة المغرب؛ ينوى عندئذ جمعها مع صلاة العشاء جمع تأخير.

 

وأكمل : ” أما إن كانت الصلاة مما لا يجمع كصلاتى الصبح أو العصر لمن خشى فواتهما؛ إن استطاع الانسان أن يركن سيارته أو أن يطلب من السائق الوقوف لبضع دقائق لأداء الصلاة؛ كان افضل وأولى من ادائها بالسيارة أو وسيلة المواصلات”.

 

وأفاد  بأن المصلى إن لم يستطع الصلاة على هذا الوضع أو التوفيق فيه؛ لا بأس من صلاته فى وسيلة الموصلات أو السيارة وتعد صلاته صحيحة فى هذه الحالة.

 

وأردف: “على المصلى تحرى القبلة قدر الإمكان، سواء كان واقفًا أم جالسًا، مع ضروة الإيماء عند الركوع والانخفاض عند السجود”.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights