حضارة وتاريخ

تأثير المناخ على الترات المعمارى والحضارى والآثار القديمة

كتب دكتور/ ياسر أيوب ثابت

 

 

هناك عدد من الإجراءات يجب على دول العالم التعاون فيما بينها من أجل تخفيف أو الحد من تأثير التغيرات المناخية في كل الآثار المدرجة على قائمة التراث العالمي منها على سبيل المثال لا الحصر:

أولاً – الإجراءات الوقائية:
وتشمل الرصد والإبلاغ والتخفيف من آثار تغير المناخ من خلال الخيارات والقرارات السليمة بيئياً في مجموعة من المستويات: الفرد، والمجتمع، والمؤسسات والشركات .

 

ثانياً – الإجراءات التصحيحية:
وتتضمن التكيف مع واقع تغير المناخ من خلال استراتيجيات وخطط الإدارة المحلية، والعالمية، والإقليمية .

 

ثالثاً – تبادل المعرفة:
وتتضمن أفضل الممارسات، والبحوث، والاتصالات، والدعم الشعبي والسياسي، والتعليم والتدريب، وبناء القدرات، والربط الشبكي، إلخ .

 

 

الآثار المعمارية القديمة

 

توصف العمارة بأنها مجموعة من التطورات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، وتحمل المباني التراثية مثل الآثار الفرعونية في مصر، وسور الصين العظيم، وبرج بيزا المائل، وماتشو بيتشو أو القلعة الضائعة (في بيرو) رسائل ثقافية وتاريخية عن البيئة التي كانت عليها للأجيال القادمة .

 

وقد ظهرت على كثير من الآثار القديمة التي صمدت لفترات ممتدة من التاريخ والموجودة في أماكن كثيرة من العالم نتيجة عدة تأثيرات وأسباب منها على سبيل المثال عدم الاهتمام بالصيانة والنظافة، إلا أنها غالباً ما تكون بسبب كثير من العوامل البيئية وأهمها الظروف المناخية مثل الأمطار، ودرجة الحرارة، والرياح، والضغط والرطوبة التي تؤدي إلى زيادة تدهور مواد البناء المصنوعة منها .

 

وقد أدى تدهور بعض الآثار القديمة إلى تبني اليونسكو للاتفاقية الدولية للحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في عام 1972 وهو مشروع طموح يهدف إلى حماية وصون ممتلكات العالم الثقافية والطبيعية ونقلها سليمة إلى الأجيال القادمة، وقد صدقت عليه كل الدول الأطراف، 183 دولة، من أجل حماية 830 أثراً عالمياً موجودة في 138 دولة . وتحتوي القائمة على 644 أثراً ثقافياً، و162 أثراً طبيعياً، و24 أثراً يجمع بين الثقافة والطبيعة، ومع إضافة عدد آخر من الآثار وصل العدد الإجمالي إلى 900 أثر .

 

وقد أخذت اليونسكو على عاتقها مهمة تعبئة الشعوب والحكومات، من أجل ضرورة المحافظة على هذه الأماكن النادرة، ففي بداية ستينات القرن الماضي أصبح معبد أبو سمبل في صعيد مصر مهدداً نتيجة بناء السد العالي بأسوان، فهو على الرغم من كونه ضرورياً، إلا أن بناء السد وما قد ينجم عنه من فيضانات، كان من شأنه أن يحدِث دماراً لا تحمد عقباه في تلك الآثار، التي بناها الفراعنة .

 

واستجابت اليونسكو لنداءات التحذير التي أطلقتها السلطات المصرية حينئذ، وبدأت في تنفيذ خطة لإنقاذ المناطق المُعرضة للخطر وشرعت على إثرها في تفكيك المعالِم الأثرية القيمة، والنادرة لمعبد أبو سمبل ونقلها إلى مواقع آمنة، وقد قدم نحو 50 بلداً مساهمة مالية غطت نِصف تكاليف المشروع .

 

المعروف أن تغير المناخ هو أكثر الموضوعات تهديداً للبشرية، فإن حدث وارتفعت حرارة الأرض إلى عشر درجات مئوية، فستزول كثير من الدول الجزرية من على وجه الكرة الأرضية مثل أرخبيل الجزر الصغيرة للمالديف، وستقل المحاصيل الزراعية والموارد المائية، والأكثر من ذلك موت مئات الملايين من البشر الأكثر فقراً على امتداد القرن الحادي والعشرين . ويزيد تهديد تغير المناخ عن كافة التهديدات التي يواجهها العالم، بما فيها الكوارث النووية، الإرهاب، والحروب والنظم الديكتاتورية فتغير المناخ سيقضي على حياة مئات الملايين من سكان إفريقيا وفق ما صرح به السفير/ لومومبا دي آبنج Lumumba Di-aping السوداني الأصل وممثل 136 دولة نامية في اللجنة الدولية لتغير المناخ .

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights