الجاسوسية فى عصر الدولة الفرعونية.. “سنوحى” أول جاسوس مصرى فى التاريخ
الجاسوسية فى عصر الدولة الفرعونية.. "سنوحى" أول جاسوس مصرى فى التاريخ
كتب دكتور/ ياسر أيوب ثابت
تستخدم الأجهزة الاستخبارية طرقاً سرية لمحاولة الحصول على معلومات تفصيلية حول أنشطة وخطط وقدرات الدول أو المؤسسات أو الأفراد، وعادة ما تجمع المعلومات من خلال التواصل المباشر مع الأشخاص، ومن أبرز مصادر الاستخبارات البشرية السرية “العملاء”.
والعميل هو أى مصدر بشرى له القدرة على تقديم تقارير سرية عن الهدف المراقب، ويزرع في المكان المناسب، بحيث يتمكن من إرسال التقارير حول ما يجري بالفعل
قبل آلاف السنين اهتدى المصريين القدماء إلى فكرة إرسال جاسوسًا للحصول على معلومات هامة من الدول المعادية وتحكى البرديات عن أول جاسوس في التاريخ وهو “سنوحى” الذى أرسلتة مصر لمعرفة سر “المعدن الجديد”، الذى اكتشفه “الحيثيين”
القصص المخابراتية القديمة، ، فإن “سنوحى” الذى يعتبر أول جاسوس فى التاريخ كان طبيبًا ناجحًا ومرموقًا وصل إلى أسمى ما يطمح إليه طبيب فى العصر المصريين القدماء بعد اختياره طبيبًا خاصًا للملك وخلال هذه الفترة هبت على مصر رياح الخطر، فالحيثيون وملك عمورية وعدد آخر من الممالك التابعة لمصر بدأوا في التربص بمصر وهو ما أحس به القائد المصرى “حور محب” فقرر أن يسرع بالعمل لحماية مصر واهتدى إلى فكرة إرسال جاسوس، وهو صديقه “سنوحى”.
وبحسب ما كشفت البرديات فإن أسباب اختيار “سنوحى” هى خبرته فى السفر وعلمه بأحوال البلدان، إضافة إلى كونه طبيبًا، ولن يخطر بذهن أحد أنه يعمل في مجال خارج مجاله وهو الأمر الذى سيسهل مهمته ويوسع من انتشاره وحب الناس له.
خاطر “سنوحى” بحياته عندما قرر أن يدخل “هاتوشاش” عاصمة الحيثيين ليبدأ مشواره في علاج المرضى حتى ذاع صيته ليتقرب من الملك ويعرف الكثير من الأسرار عنه وخططه ومراسلاته مع البلاد الأخرى، وأسرار الاقتصاد وصفقات الأسلحة وبعد أن حصل على المعلومات وفق ما تروى البرديات، قرر “سنوحى” الحصول على سر “المعدن الجديد” الذى اكتشفه أعداء بلاده، واحتفظوا بسره لصنع أسلحتهم منه.
وصادق “سنوحى” بحار حيثى، بعد أن تمكن من مشاهدة مصانع الأسلحة، وكان البحار يعانى من مرض تناسلى وبذل الجاسوس المصرى كل ما فى جهده ليشفيه من المرض وعندما نجح فى ذلك رفض أخذ مقابل مادى منه، وقبل أن يودعه “سنوحى” طلب منه الحصول على سكينه الخاص الذى صنع من “المعدن الجديد” كتذكار، وهو الأمر الذى وافق البحار عليه على الفور، ليسلم السكين فى النهاية إلى الملك وينجح أول جاسوس فى التاريخ بمهمته.