سياسة

ننشر نص كلمة الرئيس السيسي خلال مأدبة غداء مع ملك إسبانيا

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته السيدة انتصار السيسي، اليوم الأربعاء، بقصر الاتحادية في القاهرة، الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا وقرينته الملكة ليتيزيا، في أول زيارة يقوم بها ملك إسبانيا إلى مصر.

وقال السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن مراسم الاستقبال تضمنت اصطفاف الخيول، وعزف السلام الوطني لمصر وإسبانيا، وإطلاق 21 طلقة مدفعية، إلى جانب استعراض حرس الشرف، والتقاط الصور التذكارية للرئيس وقرينته مع ملك وملكة إسبانيا.

وعقب الاستقبال الرسمي، عقد الرئيس السيسي لقاءً ثنائيًا مغلقًا مع الملك فيليبي، تلاه جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين.

وفي ختام المباحثات، جرى تبادل الأوسمة بين الرئيس السيسي وملك إسبانيا، وكذلك بين السيدة انتصار السيسي والملكة ليتيزيا، تعبيرًا عن عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

كما أقام الرئيس والسيدة قرينته مأدبة غداء رسمية على شرف الضيفين، حيث تبادل الجانبان كلمات الترحيب والشكر.

نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مأدبة غداء مع ملك وملكة إسبانيا

بسم الله الرحمن الرحيم
جلالة الملك/ فيليبى السادس.. ملك إسبانيا،
جلالة الملكة/ ليتيزيا.. ملكة إسبانيا،
معالى السادة الوزراء،
السيدات والسادة.. الحضور الكريم،
بداية؛ أود أن أرحب بجلالة ملك إسبانيا، وجلالة الملكة فى بلدهما الثانى “مصر”، قلب العالم القديم، وجسر التواصل بين الحضارات، ذلك البلد العريق، الذى شهد على مر التاريخ، علاقات وثيقة مع إسبانيا وشعبها والأسرة المالكة الإسبانية.. فكان ومازال وطنا ثانيا لهم، يرحب بهم على أرضه، ويتسع فضاؤه لاستقبالهم، زائرين كراما وأصدقاء أعزاء.
فزيارة الدولة؛ التى يقوم بها جلالة الملك “فيليبى السادس” إلى مصر، وإن كانت هى الأولى له فى أرض الكنانة؛ فإنها أيضا أول زيارة، يجريها مسئول إسبانى على أعلى مستوى إلى مصر، عقب ترفيع العلاقات بين بلدينا الصديقين، إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، بعد توقيع إعلان هذه الشراكة التى نعتز بها كثيرا، أثناء زيارتى لبلدكم الصديق فى فبراير 2025،
والتى حظيت فيها بحفاوة استقبالكم الكريم.
كما تمثل هذه الزيارة، تأكيدا جديدا، على متانة أواصر الصداقة والتعاون،
التى تربط بين بلدينا .. وتعبيرا صادقا، عن رغبتنا المشتركة فى تعزيزها،
وتطويرها نحو آفاق أرحب.
ولعلى أجد هنا نقطة انطلاق، للحديث عن علاقات ثنائية إستراتيجية وثيقة، بين بلدينا وشعبينا الصديقين، على كل الأصعدة وفى مختلف المجالات.
لقد قدم البلدان معا نموذجا رائدا يحتذى به، فى كيفية بناء علاقات إيجابية متطورة، وتخدم مصالح شعبيهما وتحقق أهدافهما المشتركة .. سواء فى الإطار الثنائى، أو الإقليمى ومتعدد الأطراف.
وإننى إذ أغتنم المناسبة، كى أشيد بما حققه التعاون الثنائى بين البلدين،
من تقدم فى مجال النقل، أتطلع لاستلهام نجاحه، على جميع أسس ومجالات التعاون الثنائى بين البلدين.
كما أود أن أشير فى هذا السياق؛ إلى التعاون الثقافى المميز بين البلدين،
وخاصة فى مجال التنقيب عن الآثار والحفاظ على التراث ..حيث يتواجد
فى مصر، ما يناهز “13” بعثة أثرية إسبانية، تنشط فى مناطق سقارة والأقصر وأسوان ووادى الجمال.
جلالة الملك،
ليس بخاف عليكم، ما تواجهه مصر من تحديات جسام، على مختلف الاتجاهات الإستراتيجية، شرقا وغربا وجنوبا ..فضلا عن التحديات المشتركة على الصعيد المتوسطى .. فإسبانيا تدرك جيدا، مدى التحدى الذى باتت تواجهه القضية الفلسطينية، والتهديد المباشر الذى يتعرض له الأفق السياسى لتسوية
هذه القضية، من خلال حل الدولتين .. إثر ما تعانيه غزة من ويلات الحرب، والكارثة الإنسانية التى ألمت بالقطاع، على نحو لا يمكن تصوره ..
فضلا عما نشهده بشكل شبه يومى، من محاولات لتقطيع أوصال الضفة الغربية .. تارة بالحديث عن ضمها، وتارة أخرى بتفشى الاستيطان فى أراضيها المحتلة.
ولا يسعنى فى هذا المقام؛ إلا أن أشيد بمواقف إسبانيا المشرفة،
إزاء دعم مسيرة السلام فى الشرق الأوسط، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، التى لا تزال تمثل جوهر الصراع فى المنطقة.
وأود أن أعرب عن بالغ التقدير، للموقف الإسبانى التاريخى، فى نصرة الحق المشروع للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، واعتراف إسبانيا فى توقيت بالغ الأهمية والحساسية بالدولة الفلسطينية ..لتكون من أوائل الدول، التى بادرت بعد نشوب الحرب فى قطاع غزة، باعتماد هذا القرار العادل، والذى يقف
على الجانب الصحيح من التاريخ.
إن دعم إسبانيا للسلام العادل والشامل فى المنطقة، يعكس التزامها بمبادئ الأخلاق والحق والعدالة .. وهو موقف يحظى بتقدير كبير لدينا، على المستويين الرسمى والشعبي.. ونرجو استمرار هذا الدعم، وأن نعمل معا، من أجل تحقيق سلام دائم وعادل لشعوب المنطقة.

مرة أخرى؛ أجدد شكري وتقديري لجلالتكم، واحترامي لشخصكم الكريم .. وأتمنى لكم زيارة ناجحة وممتعة في مصر .. وأكرر ترحيبي بكم.. وسوف نسعد بجلالتكم دائما.. في زيارات قادمة إلى بلدكم الثاني “مصر”.
شكرا جزيلا.

تابعنا على واتسابتابعنا علي
واتس اب
تابعنا على يوتيوبتابعنا علي
يوتيوب
تابعنا على فيسبوكتابعنا علي
فيسبوك
تابعنا على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights