مقالات

ياغراب لا تلومن إلا نفسك

 

بقلم : هلال زايد

 

واقعة غريبة أثارت العديد من التساؤلات وعلامات الإستفهام بخاطري عندما أصدرت محافظة الشرقية بياناً توضح فيه قيام الدكتور ممدوح غراب محافظ الإقليم لأحد الباعة الجائلين أثناء قيام المحافظ بجولة داخل إحدي الوحدات الصحية بمركز الزقازيق ، ووجد بائع متجول داخل الوحدة فوبخه المحافظ وصادر بضاعته لصالح دار أيتام وطرده خارج الوحده الصحية ….

 

وهذا ما أثار حفيظتي لأن هذا البائع المتجول لم يجد مكاناً أو وظيفة يقتات منها ويصرف علي أشقائة بالكليات المختلفة بعد وفاة والده رغم إنه يحمل مؤهل عال ، حاله مثل حال المئات في هذا البلد الطيب فهل من حق المحافظ أن يفعل مافعل ويصادر بضاعة هذا المسكين المغلوب علي أمره ، وهل من حق المحافظ أن يوبخه ويصادر بضاعته ؟ فهلا سئلت نفسك سيادة المحافظ عن هذه الفعلة التي تخيل للبعض أنها بطولة عن دورك تجاه هذا الشاب المغلوب علي أمره ؟ فل وفرت له مكان أو وظيفة مناسبة يقتات منها وينفق علي ذويه ؟ وهل استخدمت سلطانك للقضاء علي الفقر والجهل والبطالة ؟ وأسئلة أخري كثيرة تدور في أذهان الكثيرين من أبناء هذا الوطن .

 

سيادة المحافظ ليتك تستخدم سلطانك في خدمة المحتاجين وتوفير سبل حياة كريمة لمواطنين يبحثون عن من يحنوا عليهم وليس من يتجبر عليهم أو يستخدم سلطانه وجبروته ، وما أحزنني شخصياً أن البعض منذ قدوم الدكتور غراب محافظاً للشرقية وصفوه بالمحافظ الإنسان . ويبدوا أن هذا الوصف جاء لمصالح شخصيه للواصفين له بذلك فما فعله هذا الإنسان مع المواطن “البائع المتجول ” يستحق وقفة كبيرة فهناك المئات من الشباب علي هذا الشاكلة يوقعون علي إيصالات أمانة علي بياض من أجل الحصول علي شنطة بضائع من أحد التجار الكبار ليكنسب قوت يومة ومن يعول دون إنتظار في إحدي عربات قطار العاطلين ….

 

وعلي كل مسئول في الدولة أن يتذكر أن المناصب لا تدوم وإن كان اليوم يجلس علي كرسي العرش فإن غداً لناظره قريب فلن يجد حتي العرش الذي سيجلس تحته وإنه سيسأل عما إقترفت يداه وما فعله بالفقراء والمساكين ، وأهمس في أذن غراب راجع نفسك قبل فوات الأوان .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights