مقالات

اسرار خلف الأبواب المغلقة

 

بقلم : أمل النجار

وراء كل باب مُغلق حكاية مؤلمة وقصة صعب أن نصدق حدوثها ، فلا تتصور أن قصتك وحدها هي الأصعب ولا أنك تحمل وحدك كل آلام الدنيا .

كل صباح يخرج ملايين الناس إليّ الشوارع لا ليبدأ كل واحد يومه إنما ليخفي كل وجه وجعه ، يأمل أن يذوب الوجع وسط قلوب الناس أو يجد قلبا يحمله أو يحميه أو يقتسم معه نصف الألم .

وقد تشرق الشمس وهناك مريض يتألم خلف الأبواب

 

الإبتسامات هي أكثر الأقنعة  التي تكسوا الوجوه ، وراء كل إبتسامة سر و جرح عميق داخل الروح .

 

لا تترك حزنك وتفتح دفاتر الذين يمرون في حياتك يبتسمون كأن شئ لم يكن ، كن في جرحك حتي يشفي وفِي دموعك حتي تجف وفِي شقاء روحك حتي تطيب .

 

لا يحمل أحد شهادة ضمان ضد الكسر وضد الصدأ وضد الألم وضد الحزن ، فالجميع يحمل بداخله  وجع وآلم .

 

لا تصدق الوجوه التي تبدو مشرقة وتحسدهم علي قِلة الهَم  ، فأغلب الذين يفردون قامتهم ويتوارون خلف نافذة من زجاج .. يحاولون أن يستمروا في الوقوف من أجل آخريين يحملون مسئوليتهم .

 

فهناك الكثير من الأمهات يكتمن صرخاتهن من ألم المرض حتي لا يعذبن أطفالهن من قسوة المرض ولكي يبقي لكل طفل ذكري حلوة من أمه .

 

وهناك أباء يتحملون خدش كبرياء قلوبهم من أجل قلم وكراسة لأبنائهم .

أعرف سيدات يحملن مسئولية بيت ويدبرن الجنيه لكي تصل بأولادها إليّ الأمان  وتبقي عزيزة مرفوعة الرأس امام الجميع. ورجال يواجهون مصائب الحياة دون أن يعرف أقرب الناس لهم .

 

تعددت الحكايات والألم واحد ، ومن الشجاعة أن نتحمّل ونصرخ في صمت يليق بقوتنا . نحتاج إليّ أصدقاء شجعان يحملون عنا بعض قصتنا ونقتسم بعض قصتهم ، وللاسف الشديد…هذا ليس زمن قِسمة السر والوجع والألم والحكاية ،ومع ذلك مازال هناك  القليل من الاوفياء .. هؤلاء هم منحة السماء لكل أوجاع الأرض وأنا أدعو ربي أن يضاعف عدد الذين يملكون سر البهجة وعصا السعادة ، أنبياء الحب     والرحمة والتراحم وتستمر الحياة .

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights