مقالات

تعيين طبيب في كل صيدلية خاصة في القرى المصرية!!

 

بقلم : الدكتور رضا عبد السلام

تابعنا جميعا حادثة نجل الفنان أحمد زكي، الذي توفي منذ أيام في بيته، عقب ذهابه للصيدلية وتلقيه علاج على يد الصيدلي (أو عامل الصيدلية الله أعلم) وهذا الجانب لم يتحدث فيه أحد!!!!

 

عموما، هذا ما عرفناه ربما لشهرة المتوفى كممثل إبن ممثل…ولكن ما خفي كان أعظم…مش كده ولا أيه؟!

 

من حيث المبدأ، جل (أي معظم) العاملين بالصيدليات في مصر ليسوا أطباء، وهذه الظاهرة تنتشر بشكل أكبر في القرى والعزب المصرية…وهذه حقيقة ولا أدري من سينكرها؟!

 

مئات الآلاف من الصيدليات هي أشبه بمحال البقالة، يقف فيها أي شخص (وهذه جريمة تستوجب وقفة)، ويدخل عليه المريض من أهلنا البسطاء، فيشتكي له من ألم معين في المعدة أو الرأس، وسريعا ما يقدم له عامل الصيدلية العلاج!!!!!

 

لو حادثة هيثم أحمد ذكي وقعت في قرية لما صدقنا، ولكنها وقعت في منطقة راقية وفي صيدلية غالبا يقف فيها صيدلي، ورغم ذلك، وحسب أقوال الشهود، حصل على أكثر من حقنة “بالصيدلية” وعاد لبيته فمات!!! ما بالك بالقرى المصرية وما يجري فيها؟!!!!!!!!!!

 

إذا نحن أمام مشكلة ولابد من حل لها، وخاصة في القرى المصرية، فأهلنا البسطاء ولضيق ذات اليد غالبا، وجهلا أحيانا، وبخلا أحيانا أخرى، يذهبون مباشرة للصيدليات، ويتم منحهم الدواء دون فحص أو تحليل علمي للحالة، وربما تسهم تلك الأدوية في تعميق أزماتهم الصحية، حد عارف؟! فمن نحاسب إذا؟!

 

ما المطلوب؟!

ما أقترحه هو أن يتم تجهيز الصيدليات، وخاصة في القرى المصرية، بحيث تكون هناك غرفة استقبال يجلس فيها طبيب ممارس عام، يتولى تشخيص الحالة تشخيص مبدئي، وإذا رأي تقديم علاج مسكن، يوصي به ليتم صرفه من الصيدلية مباشرة، أو أنه يقترح على المريض بديل آخر.

 

بهذه الطريقة سنضمن تجنيب الملايين من مرضانا السلبيات التي أشرنا إليها من عينة نجل الفنان، وفي نفس الوقت سنضمن خلق فرص عمل محترمة ولائقة لشباب الأطباء…

 

ويمكن اصدار قرار وزاري يحدد رسم معين، وليكن ٢٠ جنيه نظير كل استشارة بالصيدلية، وبهذه الطريقة سنحمي بسطائنا من عناء السفر والانتظار في العيادات في المدن ودفع مئات الجنيهات!!!

 

هي مجرد فكرة، أراها مفيدة لكل الأطراف، للمواطن المريض وخاصة في الريف، للصيدلية، وخاصة تلك التي ستوفر مكان للطيب لأنها ستكون الافضل والاقدر على جذب المرضى، ولشباب الأطباء، الذين سيحصلون على دخل معقول وهم في مقتبل أعمارهم خاصة في القرى المصرية…وما لذلك كله من انعكاسات ايجابية على الوطن ككل…أنتظر مقترحاتكم لأنها مجرد فكرة أولية…دمتم بألف خير.

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights