حضارة وتاريخ

أسرار وحكايات ..”حرب طروادة “

 

 

كتبت : سعاد رأفت

 

سيدة فاتنة أشعلت حرب من أدهي حروب التاريخ ،إمرآة تحركت من أجلها ألآف السفن، وحصار مدمر دام عشرة سنوات، وقصة ملك تخلي عن إبنه، وإبن خطف أجمل الجميلات، وبالنهاية موت ودمار مدينة بأسرها، والوسيلة حصان خشبي ضخم، والمفاجأة روايات نسفت التاريخ ودراسات جديدة فجرت صدمة كبيرة.

ألا وهي……. ” حرب طروادة”

 

مدينة طروادة

 

تعرف مدينة طروادة بإسمها اليوناني “Troy” وهي مدينة بحرية عرفت بموقعها الإستراتيچي وبثرواتها وحصانها الخشبي، ويقال أن مدينة طروادة تقع في تركيا في أقصي الشمال الغربي، وتحديدا في منطقة تعرف حاليا بمنطقة ” الأناضول ”

 

وقبل الحديث عن أحداث الحرب، إليكم القصة التي بدأ معها كل شئ.

 

القصة الأسطورية وراء حرب طروادة

 

بحسب ملحمتي الإلياذة والأوديسة بدأت القصة بتنبأ عرافة بأن ملك طروادة سوف يرزق بطفل سيكون سببا وراء دمار طروادة. وعندما رزق “بريام” ملك طروادة ” بباريس ”

أمر بالتخلص منه، ولكنه لم يقتله ولكن تركه بالبراري، وعندما تركه عثر عليه راعي غنم فأخذه ورباه كأبن له، فنشأ باريس كراعي غنم.

 

تمر السنوات وتقع مشادة كلامية كبيرة علي جبل ” الأولوبس” أو “الأوليمب” الذي بحسب المعتقدات التاريخية تسكن ألهة الإغريق بقصر كبير علي قمته. وفي التفاصيل تتجادل كلا من ( أفروديت ربة الخصب وربة الحب، وأثينا وهي ربة الحرف و الصناعات المنزلية، وهيرا ربة الزواج) حول من الأجمل فيهن فقرروا الإحتكام إلي رأي أول غريب يصادفهم، فكان هذا الغريب هو باريس، وطلب كلا منهن من باريس أن يعطي الأجمل بينهن تفاحة عرفت بالتفاحة الذهبية، فعرض كلا منهن عليه عرض مقابل أن يحكم في صفها، فأغوته أفروديت بأنها سوف تهبه أجمل جميلات الأرض إذا إختارها هي، وأغرته أثينا بالمحكمة والمجد، وأما هيرا فأغرته بالسلطة، فما كان إختيار باريس ؟ إختار باريس الحصول علي أجمل نساء الأرض، فإختار أفروديت، ومنحها التفاحة الذهبية، وبذلك قد وضع الحد لجدال إحتدم بشكل كبير، وبعد ذلك أخذت أفروديت باريس إلي طروادة ” مسقط رأسه” لتعيد إليه حقه بأنه إبن الملك وهذا ما حصل فعلا، وبعد أن إعترف به والده، أخذته أفروديت إلي إسبرطة حيث إنبهر بجمال هيلين زوجة ملك إسبرطة، وكذلك أيضا هيلين فقد وقعت في غرامه بسبب سحر ” فينوس” إلهة الجمال، وقامت هيلين بالفرار معه إلي طروادة مستغلين غياب زوجها. وهنا كانت النقطة الفاصلة، فسببت في حرب دامت عشر سنوات بالتمام.

 

أحداث الحرب

 

وبعد هروب هيلين مع باريس توجه جيش الإغريق نحو طروادة مدمر كل ما في طريقه من مدن وحجر وبشر، إلي أن وصل الجيش إلي طروادة، وأمام طروادة لاقي جيش إسبرطة هزيمة ساحقة، فبسبب قوة وتحصينات المدينة وأسوارها المنيعة، فشلت إسبرطة في جميع محاولاتها لدخول طروادة، وهنا بدأ حصار العشر سنوات علي أمل دخول طروادة، وإستيرداد هيلين، ولكن هذا لم يحصل، فباتت كل محاولاتهم بالفشل حتي عشر سنوات، ففكر الإغريق بحيلة لدخول هذه المدينة فكانت نتيجة هذا التفكير هو حصان خشبي ضخم، هو حصان طروادة، فصنع الإغريق حصان خشبي ضخم ووضعوه أمام بوابة طروادة وإنسحب الجيش، وكان الحصان كعلامة تسليم بالهزيمة وكهدية لأهل طروادة. ولكن بالطبع لم ينسحب الجيش ولكن كانت مجرد حيلة لإقناع أهل طروادة بفتح الأسوار، وبذلك إختبأ الجيش في جزيرة قريبة من طروادة، فقام أهل طروادة بإدخال الحصان علي الفور فرحا بإنتصارهم، في حين يقول بعض العلماء أن هناك كاهن قد حظرهم من إدخال الحصان، حتي أنه ألقي رمح نحو هذا الحصان فصدر منه صوت آنين، وأقترح السكان بإحراق الحصان، ولكن هذا أيضا لم يحدث، فقد ظهر حيتان ضخمة أكلت هذا الكاهن، فظن السكان أنه غصب من الألهة لعدم قبولهم الهدية، فقاموا بإدخاله علي الفور. ولكن لم يكن الحصان فارغ، فكان ملئ بالجنود. خرج الجنود ليلا وقاموا بفتح أبواب المدينة لباقي الجيش، وما حصل بعد ذلك مبكي، فقد أحرقت المدينة بالكامل، وقتل الرجال والشيوخ، وإتخاذ النساء و الأطفال أسري. وبذلك تنتهي حرب طروادة.

 

الروايات التي قيلت في حرب طروادة

 

تدور العديد من الروايات حول حرب طروادة ومدي كونها حقيقية ف الرواية الأولي :

 

قد لا يكون حصان طروادة قد صنع أو استعمل علي الإطلاق، إذا لا توجد دلائل تؤكد وجود هذا الحصان، فقد قيل أن هذه الحرب لم تحدث وإنما هي مجرد أسطورية خيالية. وقيل أن هناك خطأ في الترجمة فهذا الحصان في الحقيقة هو سفينة تجارية ضخمة تدعي ” هايبوس” أو ” هيبوس” وتعلوها في مقدمتها تمثال ضخم برأس حصان ، وأن كلمة ” هايبوس” تعني حصان.

 

الرواية الثانية

 

هي أن مدينة طروادة بأسرها ليست حقيقية، فيعتقد البعض الآخر أنها دمرت في إحدي الزلازل، وأن الملحمة تتحدث عن المدن التي قامت علي أنقاض طروادة.

 

الرواية الثالثة

 

قد لا تكون الشخصيات المذكرة في الملاحم و الروايات شخصيات حقيقية وبالأخص هيلين، ف العلماء لم يعثروا علي دليل، وما عزز هذه النظرية هو أن حرب عالمية إستمرت لمدة طويلة بسب إمرآة.

 

هذا وقد إنتهت جولتنا معكم اليوم مع ” حرب طروادة،” فما رأيكم هل ما درسناه كل هذا الوقت وما عرفناه ما هو ال ضرب من الخيال ولا يمس التاريخ بشئ بحسب الباحثين، أم أنها حقيقية فعلا. ولكن المؤكد هو ما إستخرجناه من عبرة مازالت الأجيال تتداولها إلي يومنا هذا… وهي إطلاق مصطلح حصان طروادة علي كل شئ ظاهره مفيد وجميل وباطنه ضرر كبير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights