مقالات

عاطف الشريف يكتب: عيدكم فى بيوتكم

 

 

بقلم : عاطف الشريف

 

يأتى علينا العيد هذه المرة “وقد يكون لأول مرة” بالنسبة للسواد الأعظم منا ونحن نواجه وباءا غير تقليديا بالمرة.. هذا الوباء سيلزمنا “مؤكدا” بالبقاء فى المنزل.. حفاظا على ارواحنا وأرواح أبنائنا وآبائنا وأشقائنا وكل من تعلقت روحه بأرواحنا وليس فى هذا عيب وليس لنا فيه ذنب.. إنما هى إرادة الله وعلينا أن نتجنب تعرضنا للإصابة بالوباء.. وألا نلقى بأنفسنا وذوينا إلى التهلكة لمجرد اننا نريد الإحتفال بالعيد

 

لأول مرة سنكون جميعا مضطرون إلى المكوث فى البيت خلال أيام العيد.. ونحاول أن نكيف أنفسنا على ذلك من الآن.. ونهئ أبنائنا الصغار لهذا الحدث الجلل بالنسبة لهم.. حتى تمر تلك الأزمة بسلام وبشكل عام فإن عيدك فى هذا العام يجب أن يكون مع أسرتك داخل جدران بيتك فالخروج ممنوع بقوة الفيروس.. يعنى لازم تحط هذا الشعار على صدرك من الآن وتجعل جميع افراد أسرتك يحفظونه عن ظهر قلب ويرتضون به.. وهذا الشعار هو “عيدكم فى بيوتكم”

 

ستُصاب بالصداع من مطالبات اطفالك بالخروج ولو امام المنزل.. فللعيد بالنسبة لهم طقوس لا يتخيل أى منهم الإستغناء عنها وهى بالطبع نفس الطقوس التى نشانا عليها جميعا نحن المصريين حاول انت كولى أمر أو أخ أكبر أو أم أو أخت أن توفرها داخل المنزل.. فالعيدية مثلا هى من اهم طقوس العيد.. والأهم منها بالنسبة للاطفال هو الخروج لإنفاقها

 

ففرحة الصغار لا تكتمل بدون العيدية وبدون صرفها على أى شئ يأتى فى مخيلتهم مهما كان تافها بالنسبة لك.. اعطهم العيديه واطلب منهم ان يتخيلوا انفسهم وهم ينفقونها حتى تزاح هذه الغمة

 

العيد هذه المرة لن يكون كرنفالا ولا احتفالا.. لن تخرج للخلاء لتصلى فى جماعة كما اعتدت.. لن يطرق بابك أحد ولن تطرق باب احد فهئ صغارك لتلك الحالة الغير تقليدية

 

أعلم ان من يقرأ تلك السطور الآن يمصمص شفاه ولا يدرى لمن يشكوا ما نحن فيه.. فالشكوى هنا لا تكون إلا لله.. فهو الوحيد صاحب الإرادة فى إخراجنا والعالم اجمع مما نحن فيه

 

المشهد برمته لم يسبق له مثيل لكن العقل والمنطق والخوف على أرواح كبار السن والصغار، وتقدير حجم الضغط الذى يتعرض له الجيش الأبيض فى ظل الزيادة فى حصيلة المصابين يقتضى من كل منصف أن يفكر ألف مرة قبل مغادرة باب منزله خلال إجازة العيد فالثمن قد يكون فادحا والخطر ليس بعيدا عن أى منا، والفيروس المفزع يتربص بالجميع

 

الإجراءات الحكومية بحظر التجول من الساعة الخامسة مساء طوال أيام العيد، وغلق الشواطئ والمتنزهات والحدائق، وإيقاف حركة المواصلات العامة جاءت فى توقيت دقيق للغاية لقطع الطريق على أى محاولة لمخالفة الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس فى العيد، خاصة مع حالة الملل التى تملكت قطاعات واسعة مع طول فترات البقاء بالمنزل.. فاجعلها انت مبادرة منك وابدأ بنفسك وبأهلك.. وكما يقولون فى الأثر “أهلك لا تهلك”.. وكل عام وانتم بخير.. حفظ الله مصر ورئيسها وجيشها وأطبائها وجميع اطياف شعبها من كل سوء.. آمين.

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights