أقلام حائرة

التمثال – قصة قصيرة

التمثال – قصة قصيرة

للكاتب : محمود عمرون

 

 

«ظهر التمثال يا حاج علام»

صاح أحد العمال، ظهرت البشائر، كان الفراعنة يضعون أمام المقبرة تماثيل فرعونية صغيرة لخداع اللصوص، الذين ينخدعون في الغالب بما وجدوه و يتوقفوا عن التنقيب تسمى «الإشارة»، والإشارة ظهرت، وأصبح الطريق للمقبرة واضحا نظر الحاج علام للولد وهو يحمل التمثال الصغير بين يديه، لقد طال شوقي لهذه اللحظة! منذ ثلاثة أشهر كاملة، وعندما أخبره الدليل بوجود مقبرة فرعونية في أرضه، وهو ينتظر هذه اللحظة «بعد محصول القصب»، كان يرجأ التنقيب لحين الانتهاء من كسر القصب.

 

اتفقوا على المناصفة قسمة عادلة، هو النصف، وهم النصف ذكره بالاتفاق عفان كبير العمال، التمثال يساوى نصف مليون يكون لهم مائتين و خمسين ألفا، اما أن يدفع لهم حصتهم، أو يدفعون له و يقومون ببيع التمثال بمعرفتهم ماكرين، يظونني ساذجا! يريدون سرقة التمثال، هذا التمثال يساوى مليونين على الأقل – سوف أدفع لكم – بارك الله لك يا حاج .

 

بعد ان تركوا القرية، ارسل الحاج علام للمشتري، عرض عليه التمثال – كم تدفع فى هذا التمثال – خمسون جنية، انه زائف – زائف! ، لقد استخرجناه من الارض بانفسنا – هم وضعوه لك يا حاج علام – وضعوه في ارضي! وضع يده على قلبه، يختنق، الهواء لا يدخل رئتيه – قبل عام، وقبل ان تزرع القصب دفنوه في ارضك ضحكوا علي، خدعوني، ابتزوا اموالي، سرقوني!

 

التمثال زائف، القرية كلها تعرف ، القرية كلها! الرجل لم يحتمل الصدمة، وقع ميتا القرية وضعت التمثال فى مكان ظاهر ليراه الجميع اسموه: تمثال الحاج علام!

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights