تحقيقات

هيئة المتسولين في مصر !

كتبت : بشنس ثابت

 

اخي المصري ،اختي المصرية  تعالوا نرجع بتاريخنا قليلا ،  ولكن لا أقول تاريخ بالمعنى الحرفي  ولكن أقول عادات مصرية .

 

لو رجعنا بالزمن قليلا كنا نجد  ان الشحات  عندما يشحت كان يتمني يجمع قوت يومه ،ولم يكن يطلب  شياء كثيرة ،  ،بمعنى  كانت الناس البسيطة الطيبة تنادي عليه وتعطيه “رغيف عيش” او تعطي ابنها اي نقود بسيطة ليعطيها للشحات ، او لو أحد قام بعمل “طبخة حلوة” يعطيه منها طبق  ، يأكل ويدعلهم أجمل دعوات ومن القلب ، وكانت دعوات الشحاتين كلها بالخير والبركة والرحمة للناس التي بتساعدهم .

 

ولكن لو نظرنا الى الواقع الان سنجد  ان “الشحاتة” أصبحت مهنة ولها قائد ونظام ،ومهنة مربحة وسهلة جدا ، لا تحتاج الا   الكذب والخداع للناس حتى يحنوا عليهم ويساعدوهم .

 

 

لو ذهبنا الى مترو الانفاق في القاهرة سنجد طرق عديدة للشحاتين حتى يستعطفوا بها الناس ويأخذوا منهم النقود ،  ومن الممكن ان يصل الخداع الى  البكاء المرير و”الحلفان بكل حاجة” لكي ينجح  ويصل لما يريد من “الزبون” او الانسان الذي أمامه  ..  (سرقة بالمزاج) ..

 

 

 

وهنا  نطرح سؤالا مهما .. هل كل هذا يحدث دون ان تراه الحكومة ام ان الحكومة تعرف ولكن يوجد في الامور امر اخري لا نعرفها ، سوف اعطي لكم كام موقف يدل علي ان الشحاتين كاذبين وهذه مهنة يمتهنونها بكامل ارادتهم .

في يوم من الايام وانا ذاهبة الي الجامعة وتحديدا جامعة القاهرة عند سور المترو هناك توجد شجرة رأيت تحتها شخص في سن الخامسة والعشرين من عمره وهذا الشخص جسده سليم  ولا يوجد به اي مرض او شيء يعوقه على العمل ، ورأيت هذا الشخص ملابسة متسخة جدا ويمسك بنصف رغيف مليء بالتراب وينضف بطاطس ملقاه علي الارض مليئة تراب ويضعها في الخبز كي يأكلها ، وهذا طبعا تمثيل منه لكي يستعطف المارة بهذه المنطقة ، وهذا ما حدث بالفعل ،  بدأ  المارة بأعطائة نقود و طعام  ، ولكني  راقبت هذا الشخص عدة مرات ورأيت انه يمثل بهذا الشكل كي يستعطف الناس ويأخذ منهم نقود وطعام .

ومرة اخري كنت ذاهبة الي محطة مترو الدقي ووجدت شخص في سن العشرين نائم في مدخل باب المترو بكل ثقة ، وهذا الشخص جسده بدين وقوي وهذا يعني انه بإمكانه العمل ويعيش عيشة بسيطة هذا بإمكانه ولكنة يفضل العيشة السهلة المربحة .

وموقف اخر مضحك ، كنت في محطة مترو السادات وهذا كان في شهر رمضان ورأيت طفلة صغيرة متسولة عمرها اقل من عشر سنوات وهذه الطفلة نائمة نوما عميق علي كراسي المترو ، شعرت بالخوف عليها  وبدأت اوقظها واقول لها “حبيبتي روحي نامي وبعدين كملي عشان محدش يأذيها او يسرقها “، البنت ردت علي بكل براءة وقالت “مش هينفع انا لو روحت دلوقت هضرب ، عشان لازم يكون معايا،250 جنيه” .

 

بالطبع لم استطع ان اقول لها اي شئ  ، ولكن في اليوم الثاني بالصدفة نزلت من المترو الساعة العاشرة في موعد عملي ووجدت  هذه البنت الصغيرة ومعها نقود كثيرة تقوم بعدها ، ولكنها لصغر سنها لا تعرف الذي تفعله وتقوم بعد النقود بكل براءة أمام الناس .

وهنا السؤال ، هل كل هذا والحكومة لم تري هؤلاء الاشخاص المتسولين الذين يشوهون   شكل البلد ام الحكومة راضية كل الرضا عن هذا المهنة وتعتبرها  مهنة مثل  باقي المهن المحترمة ويأخذون الضرائب من رئيس هذه الهيئة …  (هيئة المتسولين في مصر).

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights