أقلام حائرة

عندما يفلس مدعي الكتابة

بقلم / ضياء الدين اليماني

كم في مجال الصحافة من مدعين ؛ قد يخدعوا القراء أوقاتاً ؛ ولكنهم سرعان ما ينكشفون ؛ هم أشبه ما يكون بمعدن رديء يطلى بمواد تخفي رداءته ؛ فينخدع الناس ببهرجه ثم سرعان ما يذوب الطلاء ويتلاشى لتبقى الصورة الحقيقية التي لا تساوي شيئاً .

هؤلاء المدعون بشبهون نبات اللبلاب الذي يتسلق ليصل ؛ يستغل كل حدث من حوله لتلميع نفسه ؛ علاقاته قائمة على مصالحه فيمدح هذا ويذم ذاك حسب ما تمليه مصلحته ؛ وأخطر ما في هذا النوع من المدعين هو استغلاله للأحداث الفاصلة في تاريخ وطنه ؛ واستعماله للألقاب الشريفة في حربه ضد خصومه ؛ فيكثر في كلامه من إدعاء الوطنية لنفسه وسلبه تلك الصفة النبيلة عن خصومه ؛ وربما راح يتهمهم بالخيانة الوطنية أو بالمعاداة للوطن لمجرد خلافه معهم ؛ والويل كل الويل للقاريء المسكين إن أفلس هذا المدعي وأحس أن القراء كشفوا زيفه وخداعه ؛ وشهدت الوقائع المتتابعة على تبنيه الكذب ؛ فينشر سمومه ثم يتراجع عندما يدرك افتضاح أمره ؛ لكنه لا يتوب ولا يكف عن تكرار تقيئه للكذب ؛ وما ذلك إلا لإفلاسه وخلو جعبته مما قد يفيد وطنه ومجتمعه ؛ وعندما يصل المدعي لهذه المرحلة يبدأ في اختراع الحروب الوهمية مع رموز المجتمع من حوله ؛ فيطعن في هذا ؛ ويقلل من إنجازات ذاك ؛ ويوجه قلمه المسموم لقلوب من يحبهم الناس لعله يذكر ولو باللعن ؛ ثم تراه يمجد نفسه ؛ فهو الذي ثار على الفساد في وقت تواءم الجميع معه ؛ وهو الذي واجه الضلال في وقت ضل فيه الخلق كلهم ؛ وهو صاحب القلم الشريف الذي لا يجامل ولا يداهن ؛ والمصيبة أن المدعي يصدق نفسه ويعيش الكذبة التي اخترعها ؛ والزيف الذي نسجه من خياله المريض ؛ وما علم ذلك المسكين أن الناس لا تخدع على طول الخط ؛ وأن البهرجة الزائفة وإن بهرت عيون الناس في أوقات ؛ فلابد أن يطفىء بريقها الخداع يوماً ؛ وعند ذلك يلقيهم الناس في أول سلال القمامة .

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights