حضارة وتاريخ

ينابيع الانتماء والولاء للوطن تتفجر فى ندوة “سيناء عبر العصور”

ينابيع الانتماء والولاء للوطن تتفجر فى ندوة "سيناء عبر العصور"

 

أقامت لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ندوة بعنوان ( سيناء عبر العصور ،) في إطار احتفالات نقابة اتحاد كتاب مصر ، بانتصارات أكتوبر المجيدة ١٩٧٣ م.

 

وتأتى تلك الندوة استكمالا لندوة اللجنة السابقة ( أمجاد العسكرية المصرية في العصور القديمة ) والتى تحدث فيها الأستاذ الدكتور / أحمد محمود عيسى ( أستاذ الأثار المصرية القديمة ) وأثبت فيها الكثير عن تميز العسكرية المصرية منها :—

– عرفت مصر القديمة الجيش النظامي منذ عام ٣٤٠٠ ق.م تقريبا قبل الأداة على وجود الجيوش النظامية في بلاد الرافدين (العراق القديم) بحوالي ٦٠٠ عام، حيث تظهر نقوش صلاية صياد الاسود على وجود كتيبتين من جنود مصريين يحملون الألوية/ الإعلام ويرتدون زيا موحدا ويتدرجون في أكثر من رتبة عسكرية.

 

– يعد دولاب الفخراني أقدم آلة تكنولوجية عرفها الإنسان القديم، ولقد عثر سير ليونارد وولي في مقابر أور الملكية بجنوب العراق القديم على أقدم دلائل وجود دولاب الفخراني/ عجلة الفخار تؤرخ من حوالي عام ٣١٠٠ ق.م، بينما دلت طرز وأساليب صناعة الفخار من طراز زهرة التوليب التي عثر على بعضها في موقع ديرتاسا قرب البداري في أسيوط من حوالي عام ٥٥٠٠ ق.م الميلاد إلى إستخدام دولاب الفخار في عملية صناعتها وخرطها لتكون مصر قد عرفت واستخدمت دولاب الفخراني من فترة أقدم بأكثر من ألفي عام من استخدامها في بلاد الرافدين.

 

وقد بدأت الندوة بتأكيد الكاتب والأديب / عبدالله مهدى ” رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ” بأهمية الوعى بحركة التاريخ لمواجهة تحديات العصر ، وتحقيق مستقبل واعد للوطن ، وإنجاح خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية له .

 

كما أن الوعي بالتاريخ يحقق تكاملا وجدانيا وفكريا بين الماضى والحاضر ويرفع عن كاهلنا تراكمات المفاهيم الخاطئة التى تؤرق وجداننا وتدفعنا لافتقاد الثقة في بعض معطيات واقعنا التأريخى.

 

كما ذكر الكاتب والأديب / عبدالله مهدى بأن ندوة ( سيناء عبر العصور ) تأتى دعما من اللجنة لاهتمام مؤسسات الدولة المصرية ، لوضع سيناء على قائمة السياحة الروحية في العالم كملتقي للحضارات والأديان من خلال مشروع التجلى الأعظم الذى لا يمثل منطقة سانت كاترين وحدها بل تنعكس ٱثاره السياحية والثقافية والاقتصادية على كل سيناء الذى باركها المولى عز وجل في الٱية ٨ سورة النمل ( فلما جاءها نودى أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين )…
وأكد الكاتب / عبدالله مهدى أن البركة لا تقتصر على ما حول الشجرة بالوادى المقدس فقط بل على سيناء كلها التى باركها الله فعلى أرضها :—
– تجلى الله للبشر ” موسى عليه السلام ”
— كلم الله البشر ” موسى عليه السلام ”
— نال موسى عليه السلام أشرف الألقاب ” كليم الله ‘ .
— كما أن أرض سيناء مهد أول وحى لكتاب نزل من السماء ” التوراة ” .، وأول طعام نزل من السماء “المن والسلوى ” .
— وسيناء أحد أضلاع المثلث المقدس الذى يضم مكة المكرمة والقدس وقد وضح ذلك في صورة التين ( والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين ) وكشف التفسير الوسيط للدكتور / محمد السيد طنطاوى بأن التين والزيتون / القدس ، وطور سينين / سيناء ، والبلد الأمين / مكة المكرمة …
— على أرض سيناء عبرت العائلة المقدسة من النصرانية إلى أرض مصر في المنيا .
— على أرض سيناء سار أنبياء الله ( إبراهيم ، لوط ، إسماعيل ، إدريس ، يعقوب ، يوسف ، موسى ، هارون ، عيسى ….) .
— عبر ٱلاف الصحابة سيناء مع القائد عمرو بن العاص لفتح مصر .
— رحلة السيدة زينب وٱل بيت النبوة بعد مقتل الإمام الحسين ..
— درب الحج القديم عبر سيناء والذى ظل طريقا للحج ٦١٨ سنة ، بعد أن أصبحت القاهرة عاصمة لمصر .

 

ثم تلى القارئ محمود ياسين سورة ( التين ) …
وقدم الكاتب / عبدالله مهدى ( رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ) الأستاذ الدكتور / عبدالرحيم ريحان قائلا : إن الدكتور ريحان أهم باحث أثارى كتب ونقب عن الموروث الروحى والتاريخى والحضارى لأرض الفيروز …
ودلل الكاتب عبدالله مهدى عن ذلك عن مجموعة من الكتب المهمة أنجزها الدكتور / عبدالرحيم ريحان على نحو :–
–المرشد في ٱثار سيناء … والذى يعد الكتاب الأهم في رصد تاريخ منطقة سيناء عبر العصور ، وقد أثبت هذا الكتاب أن سبديناء زاخرة بكنوزها من الأثار منذ عصر ما قبل التاريخ حتى عودة أخر جزء كان محل نزاع وتحكيم بطابا في ١٩ من مارس ١٩٨٩ م ..
— التجليات الربانية في الوادى المقدس طوي …. وأوضح فيه أن جبل موسى يواجه جبل التجلى ، حيث وقف نبي الله موسى عليه السلام وأمامه جبل التجلى ..
— دير سانت كاترين — منارة التسامح : حيث عرض في هذا الكتاب رؤية تاريخية وحضارية وروحية لدير سانت كاترين وقراءة جديدة في تاريخه.

ودعا الكاتب / عبدالله مهدى أن يعود إلينا سالما غانما بمشيئة الله بعد أدائة العمرة ..
وتم إذاعة الفبديو الذى سجله الدكتور ريحان.

 

وقد ورد بالفيديو الأتى :–
ما ورد في كتابه المرشد في ٱثار سيناء ، من ٱثار ما قبل التاريخ وطرق سيناء التاريخية ، ومعبد سرابيط الخادم وٱثار الأنباط بسيناء وتشمل ٱثار وتشمل ٱثار قصرويت بشمال سيناء وميناء دهب وما يحويه من وفنار الإرشاد ومنازل العمال …
# الٱثار المسيحية :– بسيناء وتشمل دير الوادى بطور سيناء ، وأبرشية فيران وكنائس شمال سيناء وكنيسة جزيرة فرعون بطابا ودير سانت كاترين ….

 

# # الٱثار الاسلامية بسيناء وتشمل حصن رأس راية بطورسيناء ، قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون ، وقلعة الباشا أو الجندى بوسط سيناء ، على الطريق الحربي لصلاح الدين الأيوبي ، كما تقع قرية نخل على طريق الحج القديم ، والنقطة العسكرية المتقدمة بنويبع ، والتى تعد أقدم مركز بوليس في سيناء وفي مصر عامة .

 

 

ثم جاء الدور على الباشمهندس والباحث / مراد سامى قلادة ” الباحث في الحضارة المصرية ” والذى تحدث عن جبل حوريب والتأكيد على وجوده في سيناء.

 

فذكر الباحث / مراد سامى قلادة … أن جبل حوريب هو جبل موسى المقدس أو جبل سيناء في منطقة سانت كاترين بجنوب سيناء بمصر والذى تلقي عليه نبي الله موسى وصايا ربه العشر ، ويطلق على الجبل والبرية المحيطة به كلمة حوريب ومعناها القفر أو الخراب .. وأورد الباحث / مراد قلادة ما جاء فيةأسفار التوراة باسم جبل الله وذلك بسفر الخروج الثالث ( وأما موسى فكان يرعي غنم يثرون حميه كاهن مديان ، فساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب ) واستكمل قلادة كلامه بما ورد في سفر التثنية فتأتى حوريب بمعنى القفر والخراب ويطلق عليه جبل سيناء ( جاء الرب من سيناء ، وأشرق لهم من سعير ).

ثم تحدث الباحث / مراد سامى قلادة عن تجربته إبان حرب أكتوبر وخطة الخداع الرهيبة التى اتبعها المصريون وقد لاحظها أثناء عمله بإحدى الشركات المرتبطة بعمل مع القوات المسلحة المصرية …
# وانتقل الحديث إلي الكاتب الكبير والسينارست المبدع / إبراهيم محمد على .. وعن كتابته لمسرحية ( الجرس ) إبان عدوان الصهاينة على مدرسة بحر البقر ، ونجاح هذه المسرحية بشكل كبير ، مما جعلها مادة أساسية على شاشة التلفزيون المصرى إبان الحرب أكتوبر ١٩٧٣ .

 

وقدمت الفنانة الرائعة خلود نادر ( أغنية وطنية ) ..ولحقتها الفنانة سلمى ربيع بأغنية وطنية أخرى ، وجاء المنشد الدينى الفذ محمد محمود وأنشد فأخذ بقلوب الحضور ..
ثم أختتمت الفقرة الفنية بقصيدة رائعة من الشاعرة / مريم خليل .

 

 

وكان حسن الختام مع الباحث الأثارى الشاب رئيس ومؤسس فريق أحفاد الحضارة المصرية محمد حمادة ليحدثنا باستفاضة عن المقومات السياحية عن سيناء ، من موروثات تاريخية وروحية وحضارية ، بالإضافة إلى شواطئها الرائعة ، ومياهها الصافية ، ومحمياتها الفريدة ( محمية رأس محمد ) بالإضافة إلى خيراتها الكثيرة من معادن ، ورمال وأراض زراعية وغيرها.

 

 

في النهاية تم توزيع شهادات التقدير على المتحدثين وقد استلم شهادة تقدير الدكتور عبدالرحيم ريحان الباشمهندس مجدى غبريال أحد قيادات حملة الدفاع عن الحضارة المصرية والتى يرأسها الدكتور عبدالرحيم ريحان .

 

في نهاية الندوة ذكر الكاتب عبدالله مهدى أن مصر أقدس أرض على مستوى العالم ..

 

 

 

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights