مقالات

علشان فاهمين الزواج غلط!!!

 

بقلم: الدكتور رضا عبد السلام

ألم تلاحظ أن كل الأفلام المصرية القديمة والجديدة تعرض للحب بين حبيبين (قبل الزواج) ثم تكون نهاية الفيلم بكتب الكتاب والراقصة!!! وفِي المقابل من يتابع الأفلام الأجنبية الرومانسية يلاحظ ان اغلبها يتحدث عن العلاقة الرومانسية بين زوجين!!!

 

لم نرى فيلما من افلام عبد الحليم او فريد او محمد فوزي يتناول يوميات او حياة الاثنين بعد الزواج!!!

 

وكأن الحب مسألة لا ينبغي أن نعرفها الا في فترة الخطوبة، والتي يغلب عليها الكذب والتجمل من الطرفين، ومحاولة كل طرف الظهور في عيون الاخر وكأنه مخلوق نوراني…ثم تكون الصدمات بعد الزواج.

 

فتياتنا اللاتي اعتدن على الحلم على افلام حليم او تامر حسني، و خيال الحب، ثم تتزوج بمن عاشت معه قصة من قصص فريد الأطرش او تامر حسني، وفِي النهاية عندما تدخل الملعب (بيت الزوجية) تجد نفسها في عالم آخر ، وتتحول أحلامها الى كوابيس،

 

وفِي نفس الوقت يجد الشاب الحالم نفسه داخل في حيطة سد…الصوت الناعم الرقيق الذي اعتاد على سماعه خلال فترة الخطوبة اذا به لايختلف كثيرا عن صوت الرجال!!!

 

وبما أن شبابنا وشباتنا لم يعرفا ولَم يتعلما واجباتهم قبل حقوقهم، ما ينبغي عليهما فعله قبل ما يسعون لطلبه من الطرف الآخر (بتقصير وربما بتدخل خاطيء من الوالدين)…الحصاد هو نهاية مأساوية لحلم كبير.

 

للاسف بني كل طرف من الطرفين حلمه على خيالات لا وجود لها…ربط كل طرف محبته للاخر (في الغالب) على أمور شكلية وظاهرية فانية.

 

النتيجة المنطقية هي 750 ألف حالة طلاق في العام!!!!كارثة ما بعدها كارثة!!

 

أتدرون ماذا يعني انهيار ما يقرب من مليون أسرة سنويا؟!!! هذا يعني باختصار “خراب وهدم وطن بأثره”!!

 

وصلنا الى هذا الواقع الكارثي بعد جرفنا الاسرة المصرية من كل ما هو قيم وعظيم…الكل شارك في هذه الجريمة، وفِي وصولنا الى هذا الواقع الكارثي!!!

 

رجال الدين مسؤولون في جانب كبير، وخاصة أرزقية ومشايخ السبوبة، الذين يخرجون علينا كل يوم بفتاوى تسهم في تخريب الاسرة المصرية، مثل فتوى عدم التزام الزوجه بخدمة زوجها او تربية الأبناء او عدم التزامها بكذا وكذا…. ومجالس المرأة وجمعيات الدفاع عن حقوق المرأة…الخ، وكأننا نخوض حربا مع وحوش كاسرة…ما هذا الهراء؟!!!

 

متى عرفت الاسرة المصرية او انشغلت بمناقشة ما على الزوج او ما على الزوجة؟!!

 

ألم نتعلم أن الزواج في الأساس قوامه المودة والرحمة؟! ألم يعلمنا الآباء والامهات الذكاء والصبر ، ومراعاة ظروف الطرف الآخر في العلاقة؟! أين كل هذا الثراء وتلك القيم ولماذا ولمصلحة من دفناها وهدمناها؟!

 

امهاتنا غير المتعلمات، وكذلك آباؤنا تربوا في مدرسة القيم المصرية، ولهذا كل منهم بعد الزواج كان يعرف ويمارس تلقائيا ما يتوجب عليه القيام به “وهو سعيد”.

 

المرأة – وكما تعلمت من ومع أمها – تستيقظ قبل الشمس، ومع اذان الفجر، تستيقظ في شوق ولهفة، وتنطلق في البيت تقلبه رأسا على عقب، وعند عودتنا من صلاة الفجر نجد الافطار من كل ما لذ وطاب، من خير البيت ومن عمايل أيديها.

 

ثم ينطلق الرجل الى عمله مصحوبا بدعوات ست الدار، وما ان يقبل الظهر، تحمل الغذاء على رأسها، وتنطلق في لهفة للحقل،

 

وفِي نفس الوقت وأثناء عملهم، يتلمس الرجال بعيونهم في لهفة لحظة وصول ست الدار، التي تصل مهرولة في سعادة، وتعد لهم الطعام ويلتف الرجال حوله، وتجلس هي الى جوارهم وتنظر اليهم نظرة الأم بكل حنين وسعادة…وهي تسمع منهم عبارات الثناء.

 

حتى الرجل، وعلى عكس ماروجه فياضة الفن والفقه، لم يكن سي السيد، ولَم يكن حيوانا بل كانت المرأة المصرية على مدار تاريخ هذا الوطن هي رمانة الميزان وعقل البيت…فاكرين مسلسل الوتد؟! للاسف وبنواياهم الخبيثة، اظهروا الاستثناء (سي السيد) على انه اصل، لنصل الى ما وصلنا اليه!!!

 

للاسف ساهم الاعلام والمسلسلات والافلام وفياضة المجتمع ومن تم توجيههم من جمعيات ومنظمات لهدم كل مكنوناته، كما ساهمت فتاوى الهدم للاسرة وكذلك قوانين الخراب مثل قانون الخلع ومحاكم الاسرة، في تغذية النزعة للطلاق والانفصال…للاسف واقع لا ينكره الا عدو لهذا الوطن.

 

للاسف كل طرف فهم الزواج خطأ، الشاب الخاوي الذي لم يشرب معنى الرجولة المصرية يعتقد بأنه اشترى عبده، ولَم يفكر في واجباته تجاهها قبل حقوقه!!!

 

وكذلك الدلوعة، التي لم تتعلم شيء في بيت أمها او على يد أمها، تعتقد بأنها اشترت الزوج وربطته الى يوم القيامة، خاصة اذا أنجبت طفلا، تستيقظ من نومها بوجه كئيب ولا تعرف غير الهم والنكد، وتحميل الزوج بما لا يطيق،

 

تقضي يومها على المحمول وعلى صفحات التواصل، وتترك بيتها كما القبر، ليعود الزوج فيجده كما تركه في الصباح!!! وبعد ذلك ننظره منه كلمة طيبة!!!!

 

للاسف غاب دور الاسرة والأب والام المصرية الأصيلة، وانشغلنا ببناء جبال من الاعباء من مهر وزفة…الخ، وغاب دور الدين ورجاله الذين يحضون على المودة والفضل (ولا تنسوا الفضل بينكم).

 

في غياب دور كل هؤلاء لعب سواقط المجتمع وفياضته دورهم من خلال افلام ومسلسلات هابطة تعلي من شأن طرف على حساب طرف او تتحدث عن حقوق طرف تجاه طرف، ومع بالطبع ارزقية المنظمات الحقوقية…الخ.

 

منذ متى كان هناك حديث عن حقوق وواجبات بين زوجين تربيا في مدرسة الاسرة والقيم المصرية؟!!!

 

ليتنا نعود الى اصولنا وقيمنا وتراثنا وما تربي عليه آباؤنا وأجدادنا…وليتنا نضع تحت اقدامنا كافة الفتاوى والأعمال الفنية والألسنة والعاهات التي تعزز الشقاق بين الزوجين…

 

وأخيرا، ليت كل طرف في العلاقة الزوجية ينشغل بما يتوجب عليه تجاه الاخر، ليته ينشغل بإسعاده قبل ان يفكر في حقوقه…فالحق يسبقه واجب…على الوالدين استرجاع دورهما البناء لا الهدام.

 

اللبنة الاولى في بناء المجتمع هي الاسرة، ليتنا نعد العدة (ومن كافة المعنيين) لنعيد الحياة والقيم للاسرة المصرية ونحاصر كافة أسباب هدمها…الوطن في خطر…دمتم بالف خير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights