مقالات

محافظ الشرقية فين؟

بقلم: محمد فتحي

ظن البعض يومًا ما أن شمس جديدة ستشرق على محافظة الشرقية، خاصة بعد رحيل اللواء خالد سعيد المحافظ السابق، صاحب القرارات العنترية والصادمة، وقدوم الدكتور ممدوح غراب الذي اعتقد البعض أنه أتى ليعدل المايله، ولكن العكس صحيح، فمنذ قدوم غراب إزداد الوضع سوء خاصة بعد أن تحولت المحافظة لساحة يلهو ويلعب فيها من يشاء وكيفما شاء، من أجل التهليل والتطبيل على صفحات التواصل الاجتماعي، للمحافظ ممدوح غراب، ولم يدرك غراب أن الشرقية تتمتع بمعالم أثرية كثيرة وكبيرة، فضلًا عن ربطها لعدة محافظات أخرى، كما أنها تعد ثالث أكبر محافظة من محافظات الجمهورية من حيث المساحة والكثافة السكانية، كل هذه المعلومات لما غابت عن زهن غراب!! لأنه توجه إلى طريق الشو الإعلامي، كما مهدت وخططت له العلاقات العامة التي تم اختيارها مؤخرًا.. وفي الحقيقة أحسن غراب الاختيار للعلاقات العامة فهم أهل للتلميع .

غراب لم يمر على تواجده فى المحافظة 6 أشهر، أتى مسرعًا بتصريحات نارية كان أبرزها الصحة والمستشفيات الحكومية، وكذلك الطرق، فضلًا عن حل مشكلة عمال المحاجر الذين حرموا من رواتبهم منذ قرابة العامين، والذي تعهد بحل أزمتهم في أكثر من لقاء إعلامي وصحفي، ولكن حتى الآن لم نرى منه أي تنفيذ لهذه التصريحات، إلا سحب دفاتر الوحدات الصحية والمدارس، من خلال جولاته على بعض المدارس والمستشفيات الحكومية، معتقدًا أن سحب الدفاتر هو حل لأزمة التزويغ المستمر للموظفين، ولم يتذكر أنه محافظ  فالقرارات والإجراءات القانونية تُتيح وتعطيه حق التصرف كيفما شاء وفي أي جهة.

في 12 نوفمبر الماضي، وتحديدًا داخل الوحدة الصحية بقرية سماكين الغرب بمدينة الحسينية، بعد أن تداول البعض صورة للمحافظ يقوم بتوبيخ البائع لافتراشه مكاتب الوحدة بالملابس وبيعها على مرآى ومسمع من الجميع، مما دفعه لمصادرة بضاعته لإحدى دور الأيتام وإحالة الواقعة للتحقيق لاتخاذ اللازم قانونا لمن سمح له بالدخول، وبعد مرور 24 ساعة على الأزمة قرر المحافظ التراجع عن القرار، وأمر برد البضاعة له.. هنا أسأل غراب هل القانون يطبق على الفقير والضعيف أم يشمل الجميع؟ فلماذا لم يتم تطبيق القانون على من تعدوا على أراضي الغشام وقاموا ببناء عمائر وأبراج سكنية أدت إلى تدمير الكثير والكثير من الأراضي الزراعية.

الإهمال والفوضى الذي تعيشه المحافظة، دفعتني إلى وصفها بكلمات قليلة لكنها تعبر عن المأساة التي يعيشها الشارع الشرقاوي، فعلى بعد 500 متر من مبنى المحافظة، يوجد أكبر مستشفيات المحافظة، يرقد أمامها أهالي المرضى، في ظل البرد الشديد الذي تشهده البلاد، ولكن وما أدراك ما داخل هذه المستشفيات فوضى وإهمال من قبل القائمين والموظفين داخل المستشفى تجاه المرضى، وكأن غراب لم يدرك ولم يعلم أي شيء عن هؤلاء المرضى، ولم يتذكر أيضا أنه المسؤول الأول والأخير عنهم، ولكن في الحقيقة حال باقي المستشفيات الحكومية من نفس حال هذا المستشفى، بالإضافة إلى انتشار القمامة داخل الشوارع على مستوى المحافظة، وكذلك تهالك الطرق الرئيسية.

من يدير المحافظة.. سؤال يراودني منذ قرابة الـ5 شهور الماضيين؟.. هل العلاقات العامة والإعلام، أم المحافظ السابق، أم الوساطة والمحسوبية؟.. هنا أتوقف قليلًا مستدلًا ببعض الصور التي تم نشرها مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي نشرتها العلاقات العامة بالمحافظة، مدونيين عليها بعض الكلمات ألا وهي:«اجتماع الدكتور غراب مع الصحفيين والإعلاميين بالشرقية».. بصراحة قمة الزهول والحزن عندما شاهدت الصور لأنها إن دلت أو عبرت فهي تُعبر عن بعض منتحلي صفة الصحفي، حاملين بعض الكارنيهات المضروبة التي تُصنع تحت بير السلم، من أجل النصب والتهديد للمواطنين.. هنا كان بيني وبين مسؤولي العلاقات العامة اتصال هاتفي، متسائلًا كيف تمت هذه المهزلة؟ في الحقيقة كانت الإجابة صادمة: «المحافظ قال هاتوا كل الصحفيين».. ولكن على ما يبدوا أن غراب اعتقد أن المنصب التنفيذي يدار من خلال صفحات التواصل الاجتماعي والفيسبوك، وبعض القرارات الغير مدروسة التي يتخذها ويتراجع عنها.

في النهاية دائمًا وأبدًا أتحدث وأقول أن القيادة في مصر لم ولن تدار من خلال التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا أو عبر صفحات الفيسبوك، كما نشاهدها الآن داخل محافظة الشرقية، ولكن القيادة هي تنفيذ ما يخص ويهم المواطن على أرض الواقع، كما نشاهد رئيس الجمهورية يبني ويستصلح من أجل مصلحة المواطن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights